bbc arabic
أكد مسؤولون في قطاع الآثار المصرية وجود ممرّ داخلي سريّ فوق المدخل الرئيسي للهرم الأكبر في الجيزة جنوبي العاصمة القاهرة.
وأظهر مقطع فيديو من منظور داخلي الممر الذي يبلغ طوله تسعة أمتار وعرضه 2.1 مترا.
وقال المسؤولون إن الممر ربما أُنشئ لإعادة توزيع وزن الهرم حول المدخل، أو حول غرفة أخرى لم تُكتشف بعد.
وتم الكشف عن هذا الممر لأول مرة في عام 2016 باستخدام تقنية تصوير تُسمى ميوغرافي، والتي تستشعر تغيرات الكثافة داخل تركيبات الصخور الضخمة.
وتمكّن فريق من العلماء ضمن مشروع لإعادة مسح الأهرامات يُسمى "سكان بيراميدز" من رصْد تغيرات في الكثافة داخل الهرم الأكبر عبر تحليل الطريقة التي اخترقته بها "الميونات"، وهي نواتج ثانوية للأشعة الكونية لا تمتصها سوى الأحجار بشكل جزئي.
وكشفت هذه التقنية عن حيّز من الفراغ يقع خلف الواجهة الشمالية للهرم الأكبر - حوالي سبعة أمتار فوق المدخل الرئيسي، حيث توجد بنية حجرية تتخذ شكل حرف "V" مقلوب.
وتم الكشف عن الصور التي التقطتها الكاميرا في مؤتمر صحفي انعقد في رحاب الهرم الأكبر يوم الخميس. وأظهرت الصور ممرا فارغا تحيط به جدران منحوتة من كتل حجرية يكلّلها سقف جملوني (على شكل حرف "V" مقلوب).
وقال مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للأثار في مصر: "سنواصل عمليات المسح حتى نرى ما يمكننا فعله ... لنتوصل إلى ما يمكننا العثور عليه تحته أو بنهاية هذا الممر مباشرة".
ويبلغ ارتفاع الهرم الأكبر 146 مترا، وقد بُني فوق هضبة الجيزة في زمن الأسرة الرابعة بأمر الملك خوفو الذي امتد حكمه من عام 2609 إلى عام 2584 قبل الميلاد.
ورغم كونه أحد أقدم وأعظم النُصب على وجه الأرض، لم يقُم إجماع حتى الآن على الطريقة التي بُني بها الهرم الأكبر الذي يشتهر باحتوائه على ثلاث غرف داخلية واسعة، فضلا عن سلسلة من الممرات، وبهو كبير رائع يبلغ طوله 47 مترا وارتفاعه ثمانية أمتار.
وقال عالم الآثار المصري زاهي حواس إن الممر يمثل "اكتشافا كبيرا" ربما يعرفه الناس حول العالم لأول مرة.
وأضاف حواس أن الممر قد يساعد في الكشف عما إذا كانت غرفة الدفن الخاصة بالملك خوفو لا تزال موجودة داخل الهرم.
وتكهّن حواس بأن ثمة "شيئا ذا أهمية" ربما يكون موجودا أسفل الممر المكتشَف، قائلا: "أنا متأكد أنه في غضون أشهر قليلة من الآن سنستطيع أن نرى ما إذا كان كلامي صحيحا أم لا".
وفي عام 2017، تم الكشف عن تجويف فارغ آخر في الهرم الأكبر عبر استخدام عبر تقنية تصوير ميوغرافي. ويقدّر طول هذا التجويف بـ 30 مترا وارتفاعه بعدة أمتار، ويقع فوق البهو الكبير مباشرة.