تحدّث عالم الفضاء المصري ومدير مركز الاستشعار عن بُعد في جامعة بوسطن الأمريكية فاروق الباز عن الجدل المتواصل بشأن التنبؤ بالزلازل.
وقال الباز خلال حوار مع المسائية على الجزيرة مباشر إنه يمكن توقع أماكن الزلازل، لكن العلم لم يصل إلى التنبؤ بتوقيتها.
وأضاف “هناك قصور من ناحية المعلومات العلمية التي يمكن من خلالها أن نتنبأ بالزلازل”، مؤكدًا أنه “ليس هناك ما يؤهلنا لأن نتنبأ بالزلازل”.
واستطرد “يمكننا معرفة أين ستحصل الزلازل في المستقبل لأن الكرة الأرضية مقسمة الى كتل، مثل كتلة أفريقيا وكتلة شبه الجزيرة العربية وكتلة إيران وغيرها من الكتل التي تكون عائمة وتتحرك”.
وبحسب العالم المصري، فإن المناطق المعرّضة للزلازل هي المناطق الفاصلة بين الكتل التي تنضغط بفعل حركتها، مشيرًا إلى أن “القشرة الأرضية ليست محيطًا صلبًا، بل تتحرك دون معرفة متى وكيف”.
وكانت مواقع التواصل ووسائل الإعلام قد ضجت بتساؤلات عن التنبؤ بتوقيت وقوع الزلازل الكبرى لتفادي آثارها وتحجيم الخسائر، لا سيما بعد تصريحات لجيولوجي هولندي تحدّث فيها عن زلزال شديد سيضرب تركيا وسوريا، وهو ما حدث بالفعل بعد 3 أيام ليفتح بابًا من الجدل.
وكتب الجيولوجي والباحث في شؤون الزلازل فرانك هونغربيتس “عاجلًا أو آجلًا سيقع زلزال بقوة 7.5 على مقياس ريختر في هذه المنطقة (جنوب أو وسط تركيا، الأردن، سوريا، لبنان)”.
طريقة الباحث الهولندي
وقال الباز إن علماء في جامعة بغداد تحدثوا عن الطريقة التي تنبأ بها الباحث الهولندي قبل تغريداته، مشيرًا إلى أن “قوى الجذب بين الأرض والشمس والقمر والنجوم لها بعض التأثير في جزء من حركة كتل القشرة الأرضية، ولكنها ليست العامل الوحيد”.
ونقل الباز عن العلماء العراقيين تحليلهم أنه “لو زاد الجذب على الأرض من جهة الكواكب فهذا يؤهل لحركة القشرة الأرضية لكن دون معرفة كمية الجذب وتوقيتها”.
وقال “أماكن الزلازل في المنطقة معروفة، فمثلًا لو حصل في مصر سيكون قرب خليج العقبة، بسبب التقاء كتلة شبه الجزيرة العربية مع كتلة أفريقيا”.
وعن التطور العلمي في الفضاء والقدرة على قياس الكثير من الأمور، قال الباز “الفضاء ظاهر بالنسبة لنا ولدينا اتصال به، لكننا لا يمكننا أن نرى ما تحت سطح الأرض”، مؤكدًا أن “الزلزال يحدث في مكان لا نراه ولا نعلم عنه الكثير”.
وشدّد على ضرورة الالتزام بأكواد الزلزال عند البناء في الوطن العربي حتى يمكن تجنب كوارث الزلازل.