المصدر : الجزيرة + وكالات
دعا وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الأربعاء إلى خفض التوتر في شرق المتوسط والعمل على تفادي نشوب حرب في المنطقة، في حين كشفت صحيفة لوفيغارو أن سفينة حربية تركية تتبعت فرقاطة فرنسية لفترة طويلة.
وقدد حضّ وزير الخارجية الأميركي تركيا واليونان على "خفض التوتر" لوقف التصعيد في شرق البحر المتوسط بشأن حدود بحرية وحقول غاز متنازع عليها.
وقال بومبيو في مؤتمر صحفي "نحثّ الجميع على التراجع لخفض التوتر وبدء محادثات دبلوماسية بشأن النزاعات القائمة في شرق المتوسط والنزاعات الأمنية والنزاعات على موارد الطاقة والنزاعات البحرية".
وتشهد المنطقة تصعيدا في التوتر بين أنقرة وأثينا، على وقع استعراض متبادل للقوة وأحداث زادت من مخاوف الأوروبيين.
ويدور الخلاف بين البلدين بشكل أساسي حول تقاسم احتياطات الغاز التي تم اكتشافها في السنوات الأخيرة.
وأشار بومبيو إلى أن الرئيس دونالد ترامب تباحث مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان ومع رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس.
وقال "عليهما الجلوس معا وبدء محادثات حول كل ذلك، وإيجاد حلول دبلوماسية"، مضيفا "من غير المجدي زيادة التوتر العسكري في المنطقة، فذلك لا يأتي إلا بأمور سلبية".
وفي هذا السياق، أعلن بومبيو الثلاثاء أن الولايات المتحدة رفعت جزئياً ولمدة عام واحد الحظر المفروض منذ أكثر من ثلاثين عاما على بيع قبرص معدات عسكرية "غير فتاكة"، مما أثار غضب أنقرة.
ورحبت الحكومة القبرصية الأربعاء بهذه الخطوة التي تعكس "اعترافا" بدور الجزيرة وبـ"أهمية" علاقاتها مع الولايات المتحدة.
وقال بومبيو الأربعاء "نعرف أنه تم إعلان هذا القرار في وقت يشهد تصعيدا في التوتر في شرق المتوسط، لكننا كنا على قناعة بوجوب القيام بذلك، وقررت المضي قدما".
الرد التركي
وقال فؤاد أقطاي نائب الرئيس التركي إن قرار الولايات المتحدة رفع حظر السلاح عن قبرص من شأنه زيادة خطر حدوث اشتباك في المنطقة.
واعتبر بيان للخارجية التركية أن القرار يُسمِّمُ جو السلام والاستقرار في المنطقة، وأنه منافٍ لروح التحالف بين البلدين.
وقد حاول الأميركيون طمأنة تركيا. وقالت السفيرة الأميركية لدى قبرص إن القرار ليس موجها ضد أنقرة ووصفتها بالحليف الذي تقدره واشنطن كثيرا.
المواجهة التركية الفرنسية
من جهتها، كشفت صحيفة لوفيغارو الفرنسية أن سفينة حربية تركية تتبعت الفرقاطة الفرنسية "لو تونير" لفترة طويلة وهي متوجهة إلى لبنان لتقديم المساعدة بعد انفجار مرفأ بيروت مطلع أغسطس/آب الماضي.
ومنذ بداية جولة التوتر الحالية في شرق المتوسط بدا واضحا سعي باريس إلى لعب دور من خلال مواقفها وتحركاتها التي وضعتها في مواجهة تركيا.
ويبدو التصرف التركي كرد فعل على مشاركة الفرقاطة في تمرين مع البحرية اليونانية قبل التوجه إلى لبنان، وبعد أن اقتربت من منطقة العمليات التركية للمسح الزلزالي.
وكان ماكرون قال قبل أيام إنه رسم خلال هذا الصيف خطوطا حمراء أمام تركيا في شرق المتوسط.
وأرسل قبل ذلك تعزيزات عسكرية إلى المنطقة شاركت في مناورات عسكرية مع اليونان وقبرص.
وقد رد الأتراك باتهام فرنسا بالتنمر، وقال الرئيس التركي إن "ما يميز قادة اليونان وفرنسا هو الجشع وانعدام الكفاءة". وأضاف أن تركيا "مستعدة لتقديم شهداء"، متسائلا "هل اليونانيون والفرنسيون مستعدون لذلك؟".