المصدر : الصحافة الأجنبية
عبّرت صحف الأحد حول العالم عن ارتياح كبير بالفوز الذي حققه جو بايدن في انتخابات الرئاسة الأميركية، وأشارت إلى "الخروج بلا كرامة" لدونالد ترامب، لكنها أعربت في الوقت نفسه عن قلقها من المهمة الشاقة التي تنتظر الرئيس الجديد ونائبته كامالا هاريس.
وعنونت صحيفة "ذا إندبندنت" البريطانية "فجر جديد لأميركا"، مشيرة إلى نجاح هاريس، وهي أول امرأة تصبح نائب الرئيس في الولايات المتحدة.
مصير العلاقات مع إيران
وفي الشرق الأوسط، تساءل "موقع عكاظ" السعودي عن تداعيات هذا التغيير في البيت الأبيض على المنطقة، خاصة العلاقات مع إيران، العدو اللدود لكل من الرياض وترامب.
وأشارت صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية اليومية إلى أن ولاية ترامب الحالية عززت محور السعودية والإمارات ومصر والبحرين ضد إيران.
وفي القاهرة، رأت صحيفة "الأخبار" الحكومية اليومية أن الانتخابات شابتها "انتهاكات"، وقالت "حان الوقت لأن تتوقف أميركا عن إعطائنا دروسا في الديمقراطية".
أما صحيفة "صنداي تايمز" فقد كتبت ساخرة من الصفة التي أطلقها ترامب على بايدن خلال الحملة الانتخابية "جو الناعس"، ورددت كلمات بايدن "حان الوقت لتتعافى أميركا"، قائلة إن جو الناعس أيقظ العالم.
الأصوات معدودة وأيام ترامب كذلك
وكتبت صحيفة "سود دويتشه تسايتونغ" الألمانية اليسارية "أي تحرير وأي راحة! الأصوات معدودة وأيام ترامب كذلك. جو بايدن يرث عبئا ثقيلا كما لم يرث أي من أسلافه: عليه أن يوحّد أميركا".
وقالت محطة "إيه بي سي" (ABC) الأسترالية العامة "خلال نحو 5 عقود من حياته العامة، قلة من الناس كانوا يعتقدون أن بايدن يمكن أن ينجح، ومحاولاته الثلاث السابقة للوصول إلى البيت الأبيض اعتبرت بلا مصداقية، لكن كان يبدو دائما أنه يؤمن بنفسه والآن هو الرئيس الجديد لأميركا".
نهاية 4 سنوات لحكم غريب الأطوار
وكتبت "صنداي تايمز" الواسعة الانتشار في جنوب أفريقيا، إن بايدن وضع حدا لأربع سنوات من حكم غريب الأطوار لدونالد ترامب.
ورأت صحيفة "دي تسايت" الألمانية أن المهمة التي تنتظر الرئيس الديمقراطي ونائبته هائلة، قائلة "سيتعين على بايدن أن يجد بسرعة إجابات للتهديدات التي يواجهها الاقتصاد والخطر الشديد للوباء، مضيفة "أن يتمكن، بمفرده، من مصالحة البلاد هو أمر غير مرجح، وقبول ترامب بالهزيمة أمر غير وارد. ولم ننته بعد من الخوف على الديمقراطية".
أما أكبر صحيفة سويدية يومية "داغنز نيهيتر" الليبرالية فقد رأت أن فوز بايدن "حلو ومر"، موضحة أن "بايدن سيكافح من أجل شفاء أميركا ووعده بإعادة البلاد إلى طبيعتها تبدو مهمة مستحيلة".
وتابعت أن بايدن تمكن من استعادة ناخبي "حزام الصدأ" (Rust Belt) الشعبويين في الشمال الشرقي الذين صوتوا سابقا لترامب وساعدوا الحزب على الفوز بأصوات جديدة في الجنوب الغربي، الأمر الذي قد يغير الجغرافيا الانتخابية للولايات المتحدة في المستقبل المنظور.
مهمة هائلة
واشارت صحيفة "سفينسكا داغبلاديت" السويدية المحافظة أيضا إلى أن الانتخابات قد انتهت لكن الصراع مستمر. وكتبت "قد يشعر نصف البلاد أو على الأقل نصف الذين صوّتوا، أن هناك خطأ بعد أشهر من المعارك والدعوات للتشكيك في الانتخابات وأن النظام الانتخابي زائف ولا يمكن الوثوق به، وأنه لا جدوى من التصويت، وأن الديمقراطية الأميركية لا تعمل وأن الشخص الوحيد الذي يمكنهم الوثوق به هو الشخص الذي يقول لك إن الانتخابات سُرقت منه".
أما صحيفة "جابان تايمز" اليابانية فقد أشارت إلى أن "بايدن يواجه مهمة ضخمة تتمثل بإعادة بناء الثقة على الساحة العالمية".
أميركا غيرت قناعها
وعبرت صحف إيران، عن موقفين متباينين، فقد رأت المحافظة أن التغيير في البيت الأبيض ليس سوى تغيير في الواجهة.
واعتبرت صحيفة "خراسان" أن "أميركا غيرت قناعها"، فيما كتبت صحيفة "رسالت" أن "العدو غير المقنع ذهب، العدو المقنع أتى"، أما الصحف القريبة من الإصلاحيين مثل "افتاب يزد" فقد رأت في فوز بايدن "فصلا جديدا لأميركا".
وذكرت افتتاحية صحيفة يديعوت أحرونوت الوسطية في إسرائيل "نجاحك هو نجاحنا"، مؤكدة أن الرئيس الجديد سيبقى مؤيدا لإسرائيل حتى لو أعاد فتح حوار مع إيران.
تفتيت السقف الزجاجي
من جهة أخرى، تتحدث صحف عديدة عن المسيرة الاستثنائية لكامالا هاريس التي نجحت في "تفتيت السقف الزجاجي".
وكتبت صحيفة "سيدني مورنينغ هيرالد" الأسترالية، إن "هويتها السوداء سمحت لها بالتحدث بشكل شخصي خلال عام من التشكيك في وحشية الشرطة والعنصرية المنهجية".
وتابعت أن هاريس و"بصفتها أول امرأة تنتخب في أرفع منصب في الحكومة الأميركية، تمنح الأمل للنساء اللواتي شعرن بالإحباط من هزيمة هيلاري كلينتون قبل 4 سنوات".
وأضافت صحيفة "إل موندو" (يمين الوسط) الإسبانية أن هاريس "امرأة قوية ورمز للتجديد ويخشاها ترامب".
ترامب بلا كرامة
ورحبت صحيفة "بيلد" الألمانية بفوز بايدن وأشارت إلى "خروج بلا كرامة" لترامب الذي يرفض الاعتراف بهزيمته ويتعهد بمواصلة النضال.
وأشارت صحيفة "ديلي تلغراف" الأسترالية التي يملكها قطب الإعلام روبرت موردوخ، أيضا إلى أن ترامب ببساطة لن يقبل الإذلال الذي يتمثل بهزيمته أمام منافس يعتبره ضعيفا ولا يستحق المواجهة.
وقالت إن الرئيس المنتهية ولايته مهّد الطريق طوال أشهر لحديث عن تزوير انتخابي ولم يتخل عن هذه الإستراتيجية الآن.
وكتبت صحيفة "فولخا دي ساو باولو" البرازيلية، إن هزيمة ترامب تشكل "عقابا على الهجمات على الحضارة"، محذرة من الدرس الذي يمثله ذلك لنظيره البرازيلي جايير بولسونارو. ورأت "ليست ريبوبليكان" الفرنسية أيضا في الشروخ الأميركية "انعكاسا متزايدا لعيوبنا".
وكتبت إن الشروخ الأميركية تشبه تلك التي شهدتها فرنسا خلال أزمة السترات الصفراء و"إذا كان من الممكن أن نستفيد من المثال الأميركي، فلنحاول استثنائيا عدم تقليده".