تدفقت تبرعات مالية تجاوزت قيمتها 750 ألف جنيه إسترليني (مليون دولار أميركي) على أسد توفي في عملية قتل حدثت بالعام 2015، وأدت إلى موجة غضب عالمية سرعان ما ترجمها المتعاطفون معه إلى حملة تبرعات لدعم الحياة البرية والأبحاث الجارية على الأسود في العالم.
وبحسب التفاصيل التي نشرتها جريدة "التايمز" البريطانية واطلعت عليها "العربية.نت" فقد تلقت وحدة الحياة البرية بجامعة أكسفورد تبرعات بأكثر من 750 ألف جنيه إسترليني كنتيجة للغضب من وفاة الأسد المدعو "سيسيل" والذي كان يتبع لهذه الوحدة وكانت تجري عليه بعض الدراسات.
وقالت الصحيفة إن هذه التبرعات ستذهب لدعم البحوث المتعلقة بالأسود وتمويل أجهزة تعمل بنظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، كما ستذهب للمنح الدراسية ومشاريع الحفاظ على البيئة.
وتم قتل الأسد سيسيل البالغ من العمر 13 عاماً بقوس وسهم في العام 2015، حيث قتله طبيب الأسنان الأميركي والتر بالمر في محمية ألعاب في زيمبابوي، وقيل إنَّ الطبيب دفع 32 ألف جنيه إسترليني بعد أن قام بقتله.
وكان الأسد الذي يُزعم أنه تم استدراجه من منطقة محمية باستخدام جثة، كان في ذلك الوقت قيد الدراسة والتتبع من قبل وحدة أبحاث الحفاظ على الحياة البرية في جامعة أكسفورد البريطانية.
وقالت الوحدة إن التبرعات التي تدفقت منذ وفاة سيسيل تزيد عن 750 ألف جنيه إسترليني، وسيتم تخصيصها لأبحاث الحياة البرية في الوحدة.
واختفت الأسود من 92% من نطاقها التاريخي، لكن الباحثين قالوا إن وفاة سيسيل والاحتجاج العالمي "سلط الضوء على هذه الحقيقة المقلقة".
وساهمت التبرعات في توسيع برنامج خاص يبحث في بيئة الأسد وسلوكه، كما دعمت الأموال المنح الدراسية التعليمية في بوتسوانا وأكسفورد.
وقال الدكتور أندرو لوفريدج، وهو أحد الباحثين في الوحدة: "كان سيسيل واحداً من العديد من الأسود التي درسنا حياتها بتفاصيل دقيقة على مدار العشرين عاماً الماضية".
وأضاف: "كان موته عاطفياً ومحزناً لفريق بحثنا، لكن الاستجابة العالمية المحيطة بفقدانه فاجأتنا".
وقال البروفيسور ديفيد ماكدونالد، مدير وحدة (WildCRU) في جامعة أكسفورد: "يوجد الآن 60% من الأسود في منطقة الدراسة الأساسية لدينا أكثر مما كان عليه الحال عندما بدأنا، وتحسن الأمن الغذائي للمجتمعات الريفية الفقيرة، لدينا شباب رائعون. يتم تدريب الزيمبابويين وفقاً لأعلى المعايير الدولية".
وكان سيسيل مشهداً شهيراً لدى السياح والسكان المحليين في حديقة هوانج الوطنية وواحدة من أشهر الأسود في إفريقيا.
وأصاب بالمر سيسيل أولاً قبل أن يقتله أخيراً بعد عشر إلى اثنتي عشرة ساعة، ولم يتم القبض على طبيب الأسنان لأنه كان يحمل تصريحاً يسمح بالصيد.
وانتشرت صور بالمر وهو يبتسم مع جثث الأسود الأخرى التي قتلها على نطاق واسع، فيما شجعت الإدانة الدولية السياسيين على اتخاذ إجراءات ضد "صيد الغنائم".
وبعد خمسة أشهر من القتل، أضافت هيئة الأسماك والحياة البرية الأميركية الأسود في الهند وغرب ووسط إفريقيا إلى قائمة الأنواع المهددة بالانقراض، مما زاد من صعوبة قتل المواطنين الأميركيين للأسود بشكل قانوني.