المصدر : الجزيرة + وكالات
قال مصدر في وزارة الخارجية الفرنسية إن بلاده ستبدأ إعادة رعاياها من العاصمة الإثيوبية أديس أبابا مساء اليوم الأحد، في حين أعلن الجيش الإثيوبي مواصلة القتال نحو إقليم أمهرة بعد سيطرته على إقليم عفر.
وأوضح المصدر لوكالة رويترز أن الخارجية أمرت برحلات خاصة عارضة مدفوعة بالكامل لإعادة رعاياها إلى البلاد.
وحثت فرنسا الأسبوع الماضي كل رعاياها على مغادرة إثيوبيا من دون تأخير مع تصاعد الصراع هناك.
وكانت السفارة الأميركية في أديس أبابا قد قالت إن الوضع الأمني في البلاد يستمر في التدهور، وحثت رعاياها على المغادرة الفورية وباستخدام الخيارات التجارية المتاحة.
كما حثت وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي -الجمعة الماضية- رعايا بلادها على مغادرة إثيوبيا على الفور قائلة إن كندا قلقة من "التدهور السريع في الوضع الأمني هناك".
وأضافت جولي -في بيان- أن السفارة الكندية في أديس أبابا لا تزال مفتوحة.
السيطرة على عفر
ميدانيا، أعلنت القوات العفرية الخاصة المساندة للجيش الإثيوبي استعادة سيطرتها الكاملة على إقليم عفر (شمال شرقي البلاد).
وقال الجيش الفدرالي للجزيرة إنه سيواصل زحفه -انطلاقا من إقليم عفر- نحو إقليم أمهرة، خصوصا إلى مناطق "باتي" و"كومبُلشا".
وأكد مراسل الجزيرة في إقليم عفر -محمد طه توكل- أن القوات الحكومية تمكنت من تأمين طريق ميلي الإستراتيجي الذي يمر عبره أكثر من 90% من الواردات الإثيوبية القادمة عبر ميناء جيبوتي، حيث يمر به أكثر من ألف شاحنة إلى أديس أبابا.
ولا تزال المعارك محتدمة في مناطق عدة شمالي إثيوبيا، وقد ظهر رئيس الوزراء آبي أحمد لليوم الثاني على التوالي من جبهات القتال بزي عسكري.
وقال آبي أحمد إن بلاده فخورة بجنودها وجيشها الوطني، وإنهم سيصدّون هجوم العدو وسيحققون النصر، وإن جبهة تيغراي لن تستطيع التغلب على جنود بلاده.
وكانت الحكومة الإثيوبية أعلنت أمس السبت تمكن الجيش من استعادة السيطرة على مناطق بورقا وشيفرا على الحدود بين إقليمي عفر وأمهرة.
أما في جبهة شواربيت، فما زالت المعارك دائرة بين القوات الحكومية من جهة، وتحالف جبهة تيغراي وجماعة أنوق شني الأورومية من جهة أخرى.
قلق أميركي
وفي ردود الفعل الدولية، قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس إن وزير الخارجية أنتوني بلينكن يشعر بقلق بالغ إزاء التصعيد العسكري في إثيوبيا.
وأضاف برايس -بعد اتصال هاتفي بين الرئيس الكيني أوهورو كينياتا وبلينكن- أن الوزير شدد على الحاجة إلى التحرك العاجل لإجراء مفاوضات.
على الصعيد الإنساني، قال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة إن أكثر من 9 ملايين شخص باتوا يواجهون الجوع كنتيجة مباشرة للصراع.
وتتركز الأزمة الإنسانية في الأقاليم الثلاثة: تيغراي، وأمهرة، وعفر، فقد شهد إقليم أمهرة أكبر قفزة في الأرقام من حيث عدد المحتاجين إلى مساعدات إنسانية ماسة، بما يقارب 4 ملايين شخص.
وتوسّع نطاق سوء التغذية في مناطق القتال، وتشير الأرقام إلى أن نحو 50% من الحوامل والمرضعات اللائي تم فحصهن في أمهرة وتيغراي يعانين من سوء التغذية.
أما الأطفال، فأشارت بيانات الفحص إلى أن معدلات سوء التغذية بينهم في الأقاليم الثلاثة تراوح بين 16% و28%.