أورينت نت
قالت وكالة "بلومبيرغ" في تقرير إن المملكة العربية السعودية تقود جهوداً لإعادة رأس النظام في سوريا بشار الأسد رسمياً إلى الدائرة الداخلية العربية في وقت مبكر من الشهر المقبل، فيما سيكون انتصاراً لإيران وروسيا وفي تحدٍّ لتحذيرات الولايات المتحدة بعد أكثر من عقد من الصراع.
عضوية الجامعة العربية
وذكر التقرير أن السعودية تتخذ خطوات من شأنها أن تسمح لدول المنطقة بإنهاء تعليق عضوية سوريا بجامعة الدول العربية في الوقت المناسب قبل عقد القمة العربية في الرياض منتصف الشهر المقبل، وفقاً لـ 3 مصادر سعودية مطلعة ومصدر مقرّب من الإمارات العربية المتحدة.
وبحسب المصادر، فإن هذه الجهود مستمرة ويمكن أن تمتد إلى أقصى حد أو قد تفشل، أو يمكن للزعماء العرب أن يتوصلوا إلى خطة مؤقتة الشهر المقبل.
ونقلت الوكالة عن مصادر أخرى قولها إن الولايات المتحدة تدرك هذه التحركات، وقد حذّرت منها لكنها لا تستطيع فعل الكثير لوقفها.
وأشار التقرير إلى أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، يتوق إلى تصوير المملكة كزعيم سياسي واقتصادي بلا منازع في العالم العربي.
وقالت صحيفة "عكاظ "السعودية إنه بعد استعادة العلاقات مع إيران بشكل مفاجئ الشهر الماضي، تريد الرياض الآن أن تكون في طليعة المبادرات الهادفة إلى تهدئة مناطق الصراع الإقليمية مثل سوريا.
وعلى الرغم من أن جامعة الدول العربية التي تبلغ من العمر 80 عاماً تقريباً لا تتمتع بثقل كبير نسبياً فيما يتعلق بصنع السياسات العالمية، إلا أن هذه الخطوة ستكون ذات أهمية رمزية.
فوز لإيران وتحدٍّ لأمريكا
ووفق التقرير فإن نجاح المصالحة مع الأسد سيمثّل ضربة لنفوذ الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، ويقوّي الانقسام بين المنطقة والحكومات الغربية. كما سيكون فوزاً كبيراً لإيران، التي دعمت نظام أسد بالمقاتلين والأسلحة والمال ودافعت عن عائلة الأسد التي تحالفت معها منذ إنشاء الجمهورية الإسلامية في عام 1979.
أما روسيا -الحليف العسكري الرئيسي الآخر للأسد خلال حربه على السوريين- فقد شجعت التحركات السعودية تجاه سوريا، حيث يتطلع الرئيس فلاديمير بوتين إلى تعزيز دعمه الدولي خلال غزوه لأوكرانيا.
في حين عارضت قطر والكويت عودة سوريا إلى الجامعة العربية. لكن المصادر المطلعة قالت إنه من المشكوك فيه أن تقاوم هاتان الدولتان التيار لفترة طويلة.
وكانت مساعدة وزيرة الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف قد رحبت مؤخراً بـ "التأثير المهدئ" الذي قد يكون للاتفاق الإيراني السعودي على المنطقة، ولا سيما فيما يتعلق بحرب إقليمية أخرى في اليمن.
وقالت ليف للصحفيين الأسبوع الماضي: "أي شيء يوفر نوعاً دائماً من الانفراج في التوترات بين الرياض وطهران على مدار سنوات هو شيء عظيم ويجب أن يكون له تأثيرات إقليمية أوسع".
التطبيع مع الأسد
وكان وزير الخارجية أنطوني بلينكن قد قال في شهادة أمام الكونغرس الشهر الماضي إن وزارته حذّرت حلفاء الولايات المتحدة من التطبيع مع الأسد.
وأشار تقرير وكالة "بلومبيرغ" إلى أنه في اجتماع متعلق بسوريا في الأردن الشهر الماضي، حضرته المملكة العربية السعودية من بين دول أخرى، اقترحت الولايات المتحدة والدول الأوروبية تنازلات سياسية مثل إطلاق سراح المعتقلين وكبح جماح الشرطة السرية سيئة السمعة كشرط مسبق لأي تعامل وتطبيع مع الأسد، بحسب مصدرين اطلعا على الاجتماع.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية إن المحادثات الدبلوماسية كانت خاصة، لكنه أضاف أن أي مشاركة مع سوريا يجب أن تفيد الشعب السوري "وليس نظام الأسد".
وحذّر العديد من كبار المسؤولين الأمريكيين السابقين الذين خدموا في الشرق الأوسط الرئيس جو بايدن وبلينكن في خطاب الأسبوع الماضي من أن عدم اتخاذ المزيد من القوة في منع التطبيع العربي مع الأسد هو "قُصر نظر ويضر بأي أمل في الأمن والاستقرار الإقليميين".