bbc arabic
نشرت صحيفة الغارديان البريطانية تقريرا عن الأنشطة المشبوهة التي يقوم بها حزب الله اللبناني، وكان آخرها استخدام الفن والاتجار بالقطع الفنية والألماس كغطاء لعمليات غسل أموال وتوفير التمويل اللازم، وهو ما دفع بريطانيا لفرض عقوبات على شخص يتاجر في القطع الفنية لصالح الحزب.
لذلك وضعته وزارة الخزانة البريطانية على قائمة العقوبات واتُهم في الولايات المتحدة بسبب مزاعم استخدام مجموعته الفنية، والتي تضمنت روائع بابلو بيكاسو وأنتوني غورملي وآندي وارهول، في أعمال غير مشروعة.
وكان قد تم وضعه في السابق على قائمة العقوبات من قبل وزارة الخزانة الأمريكية، ويوم الثلاثاء، اتهمته محكمة في نيويورك إلى جانب ثمانية آخرين من بينهم ابنه وابنته، بانتهاك القوانين، وإجراء معاملات فنية وصفقات مجوهرات بقيمة 160مليون دولار، منذ عام 2019.
وألقت السلطات البريطانية القبض على مشتبه فيه، لم تذكر اسمه، كجزء من التحقيق الأمريكي.
المتهم أحمد، الذي لم يتم تحديد مكانه بعد، لم يرد على طلب للتعليق عندما تواصل معه الكاتب، من خلال معرضه في بيروت أو على وسائل التواصل الاجتماعي.
ووصف إعلانُ وزارة الخزانة البريطانية عن العقوبات، المتهم أحمد بأنه ممول مشتبه فيه لحزب الله، الحركة السياسية الشيعية المدعومة من إيران والمصنفة في بريطانيا جماعةً إرهابية منذ 2019.
وبحسب بيان الوزارة فإن أحمد، الذي لديه 172 ألف متابع على انستغرام، يمتلك مجموعة فنية كبيرة في بريطانيا ومعروف جيدا في مجتمع الفن البريطاني، وبالتالي تم تجميد جميع أصوله في بريطانيا ومنها ما توصف بمجموعته الفنية الهامة، كما مُنع الفنانون البريطانيون والمعارض ودور المزادات من التعامل معه أو مع ست شركات محددة، بما في ذلك معرضه الفني في بيروت الذي تديره ابنته هند ناظم أحمد.
أحمد متهم باستخدام الفن لغسل الأموال لأغراض الإرهاب. من خلال شراء وبيع قطع عالية القيمة لإخفاء أصول الأموال التي تم الحصول عليها بطريقة غير مشروعة.
يقال إن سوق الآثار والفنون والممتلكات الثقافية بلغت قيمتها العالمية 65.1 مليار دولار في عام 2021، وفقا لفريق العمل المالي، وهي هيئة حكومية دولية لمراقبة غسل الأموال أصدرت تقريرًا في فبراير/شباط لتقديم المشورة بشأن أفضل الممارسات التنظيمية.
وفي عام 2019، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على أحمد واثنين آخرين، ووصفته بأنه الممول الشخصي للأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله. وقالوا إن أحمد كان يعتبر مانحا ماليا رئيسيا لحزب الله منذ عام 2016.
وفقا للائحة الاتهام المكونة من تسع تهم والتي تم الكشف عنها يوم الثلاثاء في محكمة المقاطعة الأمريكية للمنطقة الشرقية من نيويورك، تحدى أحمد والمتهمون معه هذه العقوبات.
واعتمد المتهم وشركاؤه منذ عام 2019 على شبكة معقدة من الكيانات التجارية للحصول على أعمال فنية قيّمة من الفنانين والمعارض الفنية في الولايات المتحدة، وتأمين خدمات تصنيف الألماس في الولايات المتحدة، وكل ذلك مع إخفاء تورط أحمد.
وقالت وزارة العدل الأمريكية في بيان: "إن أحمد كان مكلفا من جانب حزب الله بإدارة الأموال وتخليص صفقات، وكان يعتقد أن علاقته مع التنظيم اللبناني بعيدة عن الأنظار".
وقالت وزارة العدل: "تم التعامل مع أعمال فنية وخدمات تصنيف الألماس بقيمة 160 مليون دولار تقريبا من خلال النظام المالي الأمريكي".