بعد موجة الاحتجاجات التي شهدتها عدة مدن فرنسية على مدار الأيام الماضية بسبب مقتل الشاب نائل المرزوقي (17 عاماً) من أصل جزائري، برصاص شرطي فرنسي تحولت هذه الاحتجاجات فيما بعد لأعمال شغب وسلب ونهب وحرق للسيارات والمتاجر.
وقالت وزارة الداخلية الفرنسية إنها أوقفت 1311 شخصاً في أرجاء البلاد وإصابة 79 شرطياً خلال أعمال شغب تواصلت لليلة الرابعة على التوالي، وفق ما أعلنت وزارة الداخلية السبت.
كما نشرت فرنسا 45 ألف شرطي ودركي مدعومين بآليات مدرعة لضبط أعمال الشغب المتصاعدة.
وفي الليلة الرابعة من الاحتجاجات، أحصت الداخلية الفرنسية في بيان 31 هجوماً ضد مراكز الشرطة و11 هجوماً ضد ثكنات قوات الدرك.
وأضاف الداخلية أن النيران أضرمت في حوالي 1350 سيارة، في حين تعرض 234 مبنى للحرق أو التخريب، وأحصي 2560 حريقاً على الطرقات العامة.
وامتدت المواجهات ليلة أمس إلى مدينة غراس جنوب فرنسا حيث تجمّع عشرات الشبان مسلحين بقُضبان حديدية.
في حين شُيع اليوم جثمان الشاب نائل، وطلبت أسرته أن تتم عملية الدفن في إطار خاص بدون حضور إعلامي، حيث ووري جثمان نايل الثرى في المكان المخصص لدفن المسلمين في المقبرة الخاصة بمدينة نانتير.
من جهتها، دعت منظمة مسلمي فرنسا إلى الهدوء في التعامل مع وفاة الشاب نائل، كما دعت السلطات الفرنسية لتحمل مسؤوليتها في استعادة ثقة الفرنسيين في شرطتهم وقضائهم.
وأضاف بيان للمنظمة أن العزاء لنائل لا يكتمل إلا بتحقيق العدالة، مذكرة أن النيابة الفرنسية اعتبرت أن اللجوء لاستخدام السلاح بحق نائل لم يستوفِ الشروط القانونية.
وقال بيان المنظمة إن مقتل نائل تسبب في اندلاع موجة من الغضب المبرر، لكنه امتد إلى تدمير الأملاك العامة والخاصة بشكل مؤسف لا يمكن تبريره.
تعبئة 45 ألف شرطي
وكان وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان أعلن الجمعة تعزيز انتشار قوات الأمن في كلّ أنحاء البلاد وتعبئة 45 ألفاً من عناصر الشرطة والدرك تحسّباً لليلة رابعة من أعمال الشغب احتجاجاً على مقتل شاب برصاص شرطي خلال عملية تدقيق مروري.
وفي إطار سعيها لاحتواء الشغب والتخريب، سمحت الحكومة الفرنسية للدرك بإنزال عربات مصفّحة إلى الشوارع، من دون أن تذهب إلى حدّ إعلان حالة الطوارئ.
وأعادت حادثة مقتل نائل إلى أذهان الفرنسيين حادثة وفاة سيدريك شوفيات، عامل توصيل الطلبات الذي توفي في 5 يناير/كانون الثاني بسبب سكتة قلبية تعرّض لها بعد يومين من إيقافه من قبل الشرطة في باريس في عام 2020.